أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (116)

شرح الكلمات :

{ كفروا } : كذبوا بالله ورسوله وشرعه ودينه .

{ لن تغني عنهم } : لن تجزي عنهم يوم القيامة أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا ، إذ لا مال يومئذ ينفع ، ولا بنون .

المعنى :

لما ذكر تعالى حال مؤمني أهل الكتاب وأثنى عليهم بما وهبهم من صفات الكمال ذكر هنا في هاتين الآيتين ما توعد به أهل الكفر من الكتابين وغيرهم من المشركين على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب ليهتدي من هيأه الله تعالى للهداية فقال : { إن الذين كفروا } أي كذبوا الله ورسوله فلم يؤمنوا ولم يوحّدوا { لن تغني عنه أموالهم ولا أولادهم } أي في الدنيا والآخرة مما أراد الله تعالى بهم شيئاً من الإِغناء ، لأن الله تعالى غالب على أمره عزيز ذو انتقام ، وقوله تعالى : { وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } . فيه بيان حكم الله تعالى فيهم وهو أن أولئك البعداء في الكفر والضلال المتوغلين في الشر والفساد هم أصحاب النار الذين يعيشون فيها لا يفارقونها أبداً ولن تغني عنهم أموالهم التي كانوا يفاخرون بها ، ولا أولادهم الذين كانوا يعتزون بهم ويستنصرون ، إذ يوم القيامة لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم : سليم من الشك والشرك والكبر العجب والنفاق .

هذا ما تضمنته الآية : ( 116 )

الهداية

من الهداية :

- لن يغني عن المرء مال ولا ولد متى ظلم وتعرض لنقمة الله تعالى .

- أهل الكفر هم أهل النار وخلودهم فيها محكوم به مقدّر عليهم لا نجاة منه .