فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (116)

{ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } [ لن تدفع عنه أمواله التي جمعها في الدنيا وأولاده الذين رباهم فيها شيئا من عقوبة يوم القيامة إن أخرها لهم إلى يوم القيامة ولا في الدنيا إن عجلها لهم فيها ، وإنما خص أولاده وأمواله لأن أولاد الرجل أقرب أنسبائه إليه وهو على ماله أقرب منه على مال غيره وأمره فيه أجوز من أمر في مال غيره ، فإذا لم يغني عنه ولده لصلبه وماله الذي هو نافذ الأمر فيه فغير ذلك من أقربائه وسائر أنسبائه وأموالهم أبعد من أن تغني عنه من الله شيئا ثم أخبر جل ثناؤه أنهم هم أهل النار الذين هم أهلها بقوله { وأولئك أصحاب النار } وإنما جعلهم أصحابها لأنهم أهلها الذين لا يخرجون منها ولا يفارقونها ، كصاحب الرجل الذي لا يفارقه ، وقرينه الذي لا يزايله ، ثم وكد ذلك بإخبارهم عنهم أنهم فيها خالدون صحبتهم إياها صحبة لا انقطاع لها ، إذ كان من الأشياء ما يفارق صاحبه في بعض الأحوال ويزايله في بعض الأوقات ، وليس كذلك صحبة الذين كفروا النار التي أصلوها ولكنها صحبة دائمة لا نهاية لها ولا انقطاع نعوذ بالله منها ومما قرب منها من قول وعمل .