أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (120)

شرح الكلمات :

{ سيئة } : ما يسوءكم كالهزيمة أو الموت أو المجاعة .

{ كيدهم } : مكرهم بكم وتبييت الشر لكم .

{ بما يعملون محيط } : علماً وقدرة عليه ، إذ هم واقعون تحت قهره وعظيم سلطانه .

المعنى :

وأما الآية الثالثة ( 120 ) فقد تضمنت أيضا بيان صفة نفسيّة للكافرين المنهى عن اتخاذهم بطانة وهو استياؤهم وتألمهم لما يرونه من حسن حال المسلمين كإتلافهم واجتماع كلمتهم ونصرهم وعزتهم وقوتهم وسعة رزقهم ، كما هو أيضاً فرحهم وسرورهم بما قد يشاهدونه من خلاف بين المسلمين أو وقوع هزيمة لجيش من جيوشهم ، أو تغير حال عليهم بما يضر ولا يسر وهذه نهاية العداوة وشدة البغضاء فهل مثل هؤلاء يتخذون أولياء ؟ اللهم لا . فقال تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم ، وإن تصبكم سيئة يفرحوا به } . ولما وصف تعالى هؤلاء الكفرة بصفات مهيلة مخيفة قال لعباده المؤمنين مبعداً الخوف عنهم : وإن تصبروا على ما يصيبكم وتتقوا الله تعالى في أمره ونهيه وفي سننه في خلقه لا يضركم كيدهم شيئاً ، لأن الله تعالى وليّكم مطلع على تحركاتهم وسائر تصرفاتهم وَسَيُحْبِطُها كلها ، دل على هذا المعنى قوله في الجملة التذيلية { إن الله بما يعملون محيط } .

الهداية

من الهداية :

- بيان نفسيات الكافرين وما يحملونه من إرادة الشر الفساد للمسلمين .

- الوقاية من كيد الكفار ومكرهم تكمن في الصبر والتجلد وعدم إظهار الخوف للكافرين ثم تقوى الله تعالى بإقامة دينه ولزوم شرعه والتوكل عليه ، والأخذ بسننه في القوة والنصر .