إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (116)

{ إِنَّ الذين كَفَرُوا } أي بما يجب أن يؤمَن به . قال ابن عباس رضي الله عنهما : هم بنو قُريظةَ والنضير فإن معاندتَهم كانت لأجل المالِ ، وقيل : هم مشركو قريشٍ فإن أبا جهلٍ كان كثيرَ الافتخار بماله ، وقيل : أبو سفيان وأصحابُه فإنه أنفق مالاً كثيراً على الكفار يومَ بدرٍ وأحُد ، وقيل : هم الكفارُ كافةً فإنهم فاخروا بالأموال والأولادِ حيث قالوا : نحن أكثرُ أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذّبين ، فردَّ الله عز وجل عليهم وقال : { لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ } أي لن تدفَع عنهم { أموالهم وَلاَ أولادهم منَ الله } أي من عذابه تعالى { شَيْئاً } أي شيئاً يسيراً منه أو شيئاً من الإغناء { وَأُوْلئِكَ أصحاب النار } أي مصاحبوها على الدوام وملازموها { هُمْ فِيهَا خالدون } أبداً .