فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (116)

( إن الذين كفروا ) قيل هم بنو قريظة والنظير ، قال مقاتل : لما ذكر تعالى مؤمني أهل الكتاب ذكر كفارهم في هذه الآية ، وقيل نزلت في مشركي قريش فإن أبا جهل كثير الافتخار بالأموال ، وأنفق أبو سفيان مالا كثيرا في يومي بدر وأحد على المشركين ، والظاهر أن المراد بذلك كل من كفر بما يجب الإيمان به لأن اللفظ عام ، ولا دليل يوجب التخصيص فوجب إجراء اللفظ على عمومه .

( لن تغني ) أي لن تدفع ( عنهم أموالهم ) بالفدية ولو افتدوا بها من عذاب الله ( ولا أولادهم ) بالنصر ، وإنما خص الأولاد لأنهم أحب القرابة وأرجاهم لدفع ما ينوبهم ( من الله شيئا ) أي لا ينفعهم شئ من ذلك في الآخرة ولا مخلص لهم من عذاب الله ، وخصهما بالذكر لأن الإنسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال ، وتارة بالاستعانة بالأولاد ( وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) لا يخرجون منها ولا يفارقونها .