التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ} (2)

{ عن النبأ العظيم } هو ما جاءت به الشريعة من التوحيد والبعث والجزاء وغير ذلك ويتعلق عن النبإ بفعل محذوف يفسره الظاهر تقديره يتساءلون عن النبأ ووقعت هذه الجملة جوابا عن الاستفهام وبيانا للمسؤول عنه كأنه لما قال : { عم يتساءلون } أجاب فقال : { يتساءلون عن النبأ العظيم } وقيل : يتعلق { عن النبأ } ب{ يتساءلون } الظاهر والمعنى : على هذا لأي شيء يتساءلون عن النبأ العظيم والأول أفصح وأبرع وينبغي على ذلك أن يوقف على قوله : { عم يتساءلون } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ} (2)

ولما فخم ما يتساءلون عنه معجباً {[71036]}منهم فيه{[71037]} ، بينه بقوله إعلاماً بأن ذلك الإيهام ما كان إلا للإعظام : { عن النبأ } أي من رسالة الرسول وإتيانه بالكتاب المبين ، وإخباره عن يوم الفصل ، والشاهد بكل شيء من ذلك الله بإعجاز هذا الحديث ، وبوعده الجازم الحثيث . ولما كان في مقام التفخيم له ، وصفه تأكيداً بقوله : { العظيم * } مع أن النبأ لا يقال إلا لخبر عظيم شأنه-{[71038]} ، ففي ذلك كله-{[71039]} تنبيه على أنه من حقه أن يذعن له كل سامع ويهتم بأمره{[71040]} ، لا أن يشك فيه ويجعله موضعاً للنزاع ؛


[71036]:من ظ و م، وفي الأصل: منه.
[71037]:من ظ و م، وفي الأصل: منه.
[71038]:زيد من ظ و م.
[71039]:زيد من ظ و م.
[71040]:من ظ و م، وفي الأصل: به.