اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ} (2)

قوله : { عَنِ النبإ } يجوز فيه ما جاء في قوله تعالى : { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } [ المرسلات : 12 ] في البدليَّة ، والتعلُّق بفعلٍ مقدرٍ ، ويزيد عليه هاهنا أنَّه يتعلق بالفعل الظاهر ، ويتعلق ما قبله بمضمرٍ كما تقدم عن الزمخشري .

وقال ابن عطية : قال أكثر النحاة : «عن النَّبأ العظيم » يتعلق ب «يَتَسَاءَلُونَ » الظاهر كأنه قال : لم يتساءلون عن النبأ ، وقوله «عَمَّ » هو استفهام توبيخ وتعظيم .

وقال المهدوي : «هن » ليس تتعلق ب «يَتَسَاءَلُونَ » الذي في التلاوة ؛ لأنه كان يلزمُ دخول حرف الاستفهام ، فيكون «أعن النبأ العظيم » ؟ كقولك : كم مالك أثلاثون أم أربعون ؟ فوجب لما ذكرنا امتناع تعلقه ب «يتساءلون » الذي في التلاوة ، وإنما يتعلق ب «يتساءلون » آخر مضمر ، وحسُن ذلك لتقدم «يَتَسَاءَلُونَ » .

قال القرطبي{[59106]} : «وذكر بعضهم أن الاستفهام في قوله : «عن » مكرر إلا أنَّه مضمر كأنه قال : «عمَّ يَتَساءَلُون أعنِ النَّبَأ العَظيمِ » ، فعلى هذا يكون متصلاً بالآية الأولى ، والنبأ العظيم ، أي : الخبر الكبير .


[59106]:الجامع لأحكام القرآن 19/111.