التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } قيل : الراجفة النفخة الأولى في الصور والرادفة النفخة الثانية لأنها تتبعها ولذلك سماها رادفة من قولك : ردفت الشيء إذا تبعته ، وفي الحديث أن بينهما أربعين عاما ، وقيل : الراجفة الموت والرادفة القيامة ، وقيل : الراجفة الأرض ، من قوله : { ترجف الأرض والجبال } [ المزمل : 14 ] والرادفة السماء لأنها تنشق يومئذ والعامل في يوم ترجف محذوف وهو الجواب المقدر تقديره لتبعثن يوم ترجف الراجفة وإن جعلنا يوم ترجف الجواب فالعامل في يوم معنى قوله : { قلوب يومئذ واجفة } وقوله { تتبعها الرادفة } في موضع الحال ويحتمل أن يكون العامل فيه تتبعها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

ولما ذكر الصيحة الأولى ، أتبعها{[71332]} الثانية حالاً منها دلالة على قربها قرباً معنوياً لتحقق الوقوع ، ولأن ذلك كله في حكم-{[71333]} يوم واحد ، فصح مجيء الحال وإن بعد زمنه من زمن صاحبه فقال : { تتبعها الرادفة * } أي الصيحة التابعة لها التي يقوم بها جميع الأموات وتجتمع الرفات ، وتضطرب من هولها الأرض والسماوات ، وتدك{[71334]} الجبال ويعظم الزلزال ، ويكون عنها التسيير{[71335]} بعد المصير إلى الكثيب المهيل ، ونحو-{[71336]} ذلك من الأمر الشديد الطويل ، قال حمزة الكرماني : روى السدي-{[71337]} عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم {[71338]}ماء من{[71339]} تحت العرش يدعى ماء الحياة فينبتون منه كما ينبت الزرع من الماء ، حتى إذا استكملت أجسادهم{[71340]} نفخ فيها الروح ثم يلقى عليهم نومة{[71341]} فبينما هم في قبورهم{[71342]} نفخ في الصور{[71343]} ثانية فجلسوا وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم{[71344]} .


[71332]:من م، وفي الأصل و ظ: اتبعه.
[71333]:زيد من ظ و م.
[71334]:من ظ و م، وفي الأصل: تذل.
[71335]:من ظ، و م، وفي الأصل: اليسير.
[71336]:زيد من ظ و م.
[71337]:زيد من م.
[71338]:من ظ و م، وفي الأصل: من ماء.
[71339]:من ظ و م، وفي الأصل: من ماء.
[71340]:من ظ و م، وفي الأصل: أحرارهم.
[71341]:من ظ و م، وفي الأصل: النوم.
[71342]:زيد من الأصل: إذا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71343]:زيد في الأصل: نفخة، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71344]:من ظ و م، وفي الأصل: عينيهم.