فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تتبعها الرادفة } هي النفخة الثانية التي تكون عند البعث ، قاله ابن عباس وبينهما أربعون سنة ، فاليوم واسع للنفختين وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية ، وسميت رادفة لأنها ردفت النفخة الأولى ، كذا قال جمهور المفسرين وقال ابن زيد : الراجفة الأرض ، والرادفة الساعة ، وقال مجاهد الراجفة الزلزلة تتبعها الرادفة الصحية ، وقيل الراجفة اضطراب الأرض والرادفة الزلزلة .

وأصل الرجفة الحركة ، وليس المراد التحرك هنا فقط بل الراجفة هنا مأخوذة من قولهم رجف الرعد يرجف رجفا ورجيفا إذا ظهر صوته ، ومنه سميت الأراجيف لإضطراب الأصوات بها وظهور الأصوات فيها ، ومحل تتبعها الرادفة النصب على الحال من الراجفة .

والمعنى لتبعثن يوم النفخة الأولى حال كون النفخة الثانية تابعة لها ، وعن أبي بن كعب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وغيرهم .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ترجف الأرض رجفا وتزلزل بأهلها وهي التي يقول الله { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } يقول مثل السفينة في البحر تكفأ بأهلها مثل القنديل المعلق بأرجائها . أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي .