إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

وقولُه تعالَى : { تَتْبَعُهَا الرادفة } أي الواقعةُ التي تُردِفُ الأُولى ، وهيَ النفخةُ الثانيةُ حالٌ من الراجفةُ مصححةٌ لوقوعِ اليومِ ظرفاً للبعثِ أي لتبعثنَّ يومَ النفخةِ الأُولى حالَ كونِ النفخةِ الثانيةِ تابعةً لها لا قبلَ ذلكَ فإنَّه عبارةٌ عن الزمانِ الممتدِّ الذي يقعُ فيهِ النفختانِ وبينهما أربعونَ سنةً واعتبارُ امتدادِه معَ أنَّ البعثَ لا يكونُ إلا عند النفخةِ الثانيةِ لتهويل اليومِ ببيان كونِه موقعاً لداهيتينِ عظيمتينِ لا يَبْقى عندَ وقوعِ الأُولى حيٌّ إلا ماتَ ولا عندَ وقوعِ الثانيةِ ميتٌ إلا بُعثَ وقامَ ، ووجْهُ إضافتِه إلى الأُولى ظَاهِرٌ وقيلَ : يومَ ترجفُ منصوبٌ باذكُرْ فتكونُ الجملةُ استئنافاً مقرراً لمضمون الجوابِ المُضْمرِ كأنَّه قيلَ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : اذكُر لهم يومَ النفختينِ فإنه وقتُ بعثِهم ، وقيلَ : هو منصوبٌ بما دلَّ عليه .