تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

الآيتان 6 و 7 و 8 : ومنهم من ذكر أن القصد من اليمين قوله : { يوم ترجف الراجفة } { تتبعها الرادفة } { قلوب يومئذ واجفة } فأقسم بما ذكر أن النفختين كائنتان : فالنفخة الأولى يموت بها الخلق ، والنفخة الثانية لإحياء الموتى ، والراجفة هي النفخة .

فجائز أن يكون على حقيقة النفخ ، فتكون النفخة علامة الموت والحياة لا أن تكون علة الإماتة .

ثم اختلفوا بعد هذا ؛ فمنهم من يحمله على التحقيق ، فيزعم أن النفخة الأولى يهلك بها الخلق ، والنفخة الثانية يحيى بها الخلق .

ومنهم من ذكر أن النفخات ثلاثة : الأولى للتفزيع والتهويل بقوله{[23065]} تعالى : { إن زلزلة الساعة شيء عظيم } { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت }الآية[ الحج : 1و2 ] .

والنفخة الثانية يهلك بها الخلق بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض } الآية [ الزمر : 68 ] .

والنفخة الثالثة يحيى بها الخلق بقوله تعالى : { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } [ الزمر : 68 ] .

ومنهم من ذكر أن هذا ليس على تحقيق النفخ بل على التمثيل ، فمثل به إما لخفة البعث والإحياء على الله تعالى [ وإما لسهولته ]{[23066]} بخفة النفخ على النافخ ، أو مثّل به لسرعته كما قال الله تعالى : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب } [ النحل : 77 ] .

وقالوا : الراجفة ، هي الزلزلة والتحرك/624 – ب/{ تتبعها الرادفة } وهي الزلزلة الأخرى .

ثم إن كان القسم على إثبات البعث ففيها ذكر إشارة إلى أحوال البعث وأفعالها .

وإن كانت مرجفة على قوله : { يوم ترجف الراجفة } { تتبعها الرادفة } { قلوب يومئذ واجفة } فكأنهم سألوا كيف تكون القلوب في ذلك اليوم ؟ فقال : تكون واجفة ، والواجفة الخائفة الوجلة .


[23065]:في الأصل وم: قال الله.
[23066]:في الأصل وم: وسهولته.