الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } وهي النفخة الأخيرة وبينهما أربعون سنة ، قال قتادة : هما صيحتان : أما الأولى فتميت كلّ شيء بإذن الله ، وأمّا الأخرى فتحيي كلّ شيء بإذن الله ، وقال مجاهد : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } يعني تزلزل الأرض والجبال { تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } حين تنشق السماء ويحمل الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ، عطا : الراجفة : القيامة ، والرادفة البعث ، ابن زيد : الراجفة : الموت ، والرادفة : الساعة ، وأصل : الراجفة : الصوت والحركة ومنه سميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها ، وكلّ شيء ولى شيئاً وتبعه فقد ردفه .

أخبرنا ابن فنجويه قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال : حدّثنا محمد بن هارون الحضرمي قال : حدّثنا الحسن بن عرفة قال : حدّثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن عبد الله ابن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبيّ بن كعب عن أبيّ بن كعب ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام وقال : " يا أيها الناس اذكروا الله إذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه " .

واختلف العلماء في جواب القسم فقال بعض نُحاة الكوفة : جوابه مضمر مجازه : لتبعثن ولتحاسبُن ، وقال بعض نُحاة البصرة : هو قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى } وقيل : في الكلام تقديم وتأخير تقديره : يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة والنازعات غرقاً .