الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تَتْبَعُهَا الرادفة } أي الواقعة التي تردف الأولى ، وهي النفخة الثانية . ويجوز أن تكون الرادفة من قوله تعالى : { قُلْ عسى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الذى تَسْتَعْجِلُونَ } [ النمل : 72 ] ، أي القيامة التي يستعجلها الكفرة استبعاداً لها ، وهي رادفة لهم لاقترابها . وقيل ( الراجفة ) الأرض والجبال ، من قوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال } [ المزمل : 14 ] والرادفة : السماء والكواكب ؛ لأنها تنشق وتنتثر كواكبها على أثر ذلك .

فإن قلت : ما محل تتبعها ؟ قلت : الحال ، أي : ترجف تابعتها الرادفة .

فإن قلت : كيف جعلت { يَوْمَ تَرْجُفُ } ظرفاً للمضمر الذي هو لتبعثن ، ولا يبعثون عند النفخة الأولى ؟ قلت : المعنى لتبعثنّ في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان ، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع ، وهو وقت النفخة الأخرى . ودلّ على ذلك أنّ قوله : { تَتْبَعُهَا الرادفة } جعل حالاً عن الراجفة . ويجوز أن ينتصب { يَوْمَ تَرْجُفُ } بما دلّ عليه .