التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (12)

{ وما لنا ألا نتوكل على الله } والمعنى أي : شيء يمنعنا من التوكل على الله .

{ وعلى الله فليتوكل المتوكلون } إن قيل : لم كرر الأمر ؟ فالجواب عندي أن قوله : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } راجع إلى ما تقدم من طلب الكفار بسلطان مبين أي : حجة ظاهرة ، فتوكل الرسل في ورودها على الله ، وأما قوله : { فليتوكل المتوكلون } فهو راجع إلى قولهم : { ولنصبرن على ما آذيتمونا } أي : نتوكل على الله في دفع أذاكم ، وقال الزمخشري : إن هذا الثاني في معنى الثبوت على التوكل .