{ وَمَا لَنَا } أي وأي مانع وعذر لنا في { أَن لاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ } سبحانه في دفع شروركم عنا ، فيه التفات عن الغيبة إلى التكلم والاستفهام للإنكار { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } بضم الباء وسكونها سبعيتان ، أي والحال أنه قد فعل بنا ما يوجب التوكل عليه ويستدعيه من هدايتنا إلى الطريق الموصل إلى رحمته وهو ما شرعه لعباده وأوجب عليهم سلوكه وعرفنا طريق النجاة وبين لنا الرشد .
وحيث كانت أذية الكفار مما يوجب القلق والاضطراب القادح في التوكل قالوا على سبيل التوكيد القسمي مظهرين لكمال العزيمة { وَ } الله { لَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَ } من وقوع التكذيب لنا منكم والعناد والاقتراحات الباطلة وغير ذلك مما لا خير فيه وما مصدرية أو موصولة اسمية { وَعَلَى اللّهِ } وحده دون من عداه { فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } قيل المراد بالتوكل الأول استحداثه وإنشاؤه ، وبهذا السعي في بقائه وثبوته فالتوكلان مختلفان .
وقيل معنى الأول إن الذين يطلبون المعجزات يجب عليهم أن يتوكلوا في حصولها على الله سبحانه لا علينا ، فإن شاء سبحانه أظهرها وإن شاء لم يظهرها . ومعنى الثاني إبداء التوكل على الله في دفع شر الكفار وسفاهتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.