لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (12)

{ وما لنا أن لا نتوكل على الله } يعني أن الأنبياء قالوا أيضاً قد عرفنا أنه لا يصيبنا شيء إلا بقضاء الله وقدره فنحن نثق به ونتوكل عليه في دفع شروركم عنا { وقد هدانا سبلنا } يعني وقد عرفنا طريق النجاة ، وبين لنا الرشد { ولنصبرن } اللام لام القسم تقديره والله لنصبرن { على ما آذيتمونا } يعني به من قول أو فعل { وعلى الله فليتوكل المتوكلون } .

فإن قلت : كيف كرر الأمر بالتوكل ؟ وهل من فرق بين التوكلين ؟ قلت : نعم التوكل الأول فيه إشارة إلى استحداث التوكل والتوكل الثاني فيه إشارة إلى السعي في التثبيت على ما استحدثوا من توكلهم وإبقائه وإدامته فحصل الفرق بين التوكلين .