فإن توكلنا على الله ، واعتمادنا على فضل الله ، فإن الروح متى كانت مشرفة بالمعارف الإلهية مشرقة بأضواء علم الغيب قلما تبالي بالأحوال الجسمانية ، وقلما تقيم لها وزناً في حالتي السراء والضراء فلهذا توكلوا على الله ، وعوّلوا على فضله ، وقطعوا أطماعهم عمن سواه ، وعمموا الأمر للإشعار بما يوجب التوكل وقصدوا به أنفسهم قصداً أوّلياً ألا ترى إلى قولهم : { وما لنا أن لا نتوكل على الله } ، أي : أيّ عذر لنا في أن لا نتوكل عليه { وقد هدانا سبلنا } ، أي : وقد عرّفنا طريق النجاة وبيّن لنا الرشد ، فإنّ من فاز بشرف العبودية ووصل إلى مقام الإخلاص والمكاشفة يقبح عليه أن يرجع في أمر من الأمور إلى غير الحق وفي هذه الآية دلالة على أنه تعالى يعصم أولياءه ، والمخلصين في عبوديته عن كيد أعدائهم ومكرهم . وقرأ أبو عمرو بسكون الباء والباقون بالرفع ، وكذلك لرسلهم سكن أبو عمرو السين ورفعها الباقون ، ثم قالوا : { ولنصبرنّ على ما آذيتمونا } فإنّ الصبر مفتاح الفرج ، ومطلع الخيرات ، والحق لا بدّ وأن يصير غالباً قاهراً ، والباطل لا بدّ وأن يصير مغلوباً مقهوراً ثم قالوا : { وعلى الله فليتوكل المتوكلون } . فإن قيل : ، أي : فرق بين التوكلين ؟ أجيب : بأنّ الأوّل لاستحداث التوكل والثاني طلب دوامه ، ، أي : فليثبت المتوكلون على ما استحدثوه من توكلهم المسبب عن إيمانهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.