اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ} (12)

قوله : { وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله } كقوله سبحانه : { وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ الله } [ البقرة : 246 ] .

والمعنى : ما لنا أن لا نتوكل على الله ، وقد عرفنا أنه لا ينال شيء إلا بقضائه وقدره : { وقد هدانا سُبلنا } بين لنا الرشد وبصرنا النجاة .

قوله : " ولنَصْبِرنَّ " ، جواب قسم ، وقوله : { على ما آذيتمونا } يجوز أن تكون " مَا " مصدرية ، وهو الأرجح لعدم الحاجة إلى رابط ادعي حذفه على غير قياس .

والثاني : أنها موصولة اسمية ، والعائد محذوف على التدرج ؛ إذ الأصل : آذيتمونا به ، ثم حذف الباء فوصل الفعل إليه بنفسه وقرأ الحسن{[19173]} -رحمه الله- : بكسر لام الأمر في " فَليتَوكَّل " وهو الأصل .

والمراد بهذا التوكل على الله في دفع شر الكفار فلا يلزم التكرار وقيل : الأول لاستحداث التوكل ، والثاني طلب دوامه .


[19173]:ينظر: المحرر الوجيز3/329 والبحر المحيط 5/400 والدر المصون 4/255.