الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا} (9)

قوله : { قَدْ أَفْلَحَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه جوابُ القسم ، والأصل : لقد ، وإنما حُذِفَتْ لطولِ الكلامِ . والثاني : أنه ليس بجوابٍ وإنما جيْءَ به تابعاً لقولِه { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } على سبيل الاستطرادِ ، وليس مِنْ جوابِ القسم في شيءٍ ، فالجوابُ محذوفٌ تقديرُه : ليُدَمْدِمَنَّ اللَّهُ عليهم ، أي : على أهلِ مكةَ لتكذيبِهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، كما دَمْدَم على ثمودَ لتكذيبِهم صالحاً صلَّى الله عليه وسلم ، قال معناه الزمخشري ، وقدَّره غيرُه : لتُبْعَثُنَّ .