تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

وقوله : { سَنُقْرِئُكَ } أي : يا محمد { فَلا تَنْسَى } وهذا إخبار من الله ، عز وجل ، ووعد منه له ، بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها ، { إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ } وهذا اختيار ابن جرير .

وقال قتادة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئا إلا ما شاء الله .

وقيل : المراد بقوله : { فَلا تَنْسَى } طلب ، وجعلوا معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النسخ ، أي : لا تنسى ما نقرئك إلا ما شاء الله رفعه ؛ فلا عليك أن تتركه .

وقوله : { إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } أي : يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم ، لا يخفى عليه من ذلك شيء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ} (6)

وقوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى } ، قال الحسن وقتادة ومالك ابن أنس : هذه الآية في معنى قوله تعالى : { لا تحرك به لسانك } [ القيامة : 16 ] الآية{[11749]} ، وعد الله أن يقرئه وأخبره أنه لا ينسى نسياناً لا يكون بعده ذكر ، فتذهب الآية ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه مبادرة خوفاً منه أن ينسى ، وفي هذا التأويل آية النبي صلى الله عليه وسلم في أنه أمي ، وحفظ الله تعالى عليه الوحي ، وأمنه من نسيانه ، وقال آخرون : ليست هذه الآية في معنى تلك ، وإنما هذه وعد بإقرار الشرع والسور ، وأمره أن لا ينسى على معنى التثبيت والتأكيد ، وقد علم أن ترك النسيان ليس في قدرته ، فقد نهي عن إغفال التعاهد ، وأثبت الياء في «تنسى » لتعديل رؤوس الآي{[11750]} ، وقال الجنيد : معنى { فلا تنسى } ، لا تترك العمل بما تضمن من أمر ونهي


[11749]:من الآية 16 من سورة القيامة.
[11750]:يعني بالياء في [تنسى] الألف التي أصلها ياء، يقال: نسي ينسى.