تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

{ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } قال ابن عباس : هشيما متغيرا . وعن مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، نحوه .

قال ابن جرير : وكان بعض أهل العلم بكلام العرب{[29970]} يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم ، وأن معنى الكلام : والذي أخرج المرعى أحوى ، أي : أخضر إلى السواد ، فجعله غثاء بعد ذلك . ثم قال ابن جرير : وهذا وإن كان محتملا إلا أنه غير صواب ؛ لمخالفته أقوال أهل التأويل .


[29970]:- (4) في أ: "بكلام العربية".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ} (5)

و «الغثاء » ما يبس وجف وتحطم من النبات ، وهو الذي يحمله السيل ، وبه يشبه الناس الذين لا قدر لهم ، و «الأحوى » : قيل هو الأخضر الذي عليه سواد من شدة الخضرة والغضارة ، وقيل هو الأسود سواداً يضرب إلى الخضرة ومنه قول ذي الرمة : [ البسيط ]

لمياء في شفتيها حوّة لعس . . . وفي اللثاث وفي أنيابها شنب{[11748]}

قال قتادة : تقدير هذه الآية { أخرج المرعى } ، { أحوى } أسود من خضرته ونضارته ، { فجعله غثاء } عند يبسه ، ف { أحوى } حال ، وقال ابن عباس : المعنى { فجعله غثاء أحوى } أي أسود ، لأن الغثاء إذا قدم وأصابته الأمطار اسود وتعفن فصار { أحوى } بهذه الصفة .


[11748]:البيت في الديوان، واللسان، والقرطبي، والبحر المحيط، وفتح القدير، والشفة اللمياء هي اللطيفة القليلة الدم، وهذا يعطيها سمرة كانت محبوبة عند العرب، والحوة: السواد الضارب إلى الخضرة، وهو موضع الاستشهاد بالبيت هنا، واللعس –بفتح اللام المشددة والعين: لون الشفة إذا كانت تميل إلى السواد القليل، واللثات: جمع لثة، والشنب: برودة وعذوبة في الفم ورقة في الأسنان.