تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

{ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي } أي : بحُجَجي وبراهيني ومعجزاتي ، { وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } قال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : لا تُبْطئا .

وقال مجاهد ، عن ابن عباس : لا تَضْعُفا .

والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله ، بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون ، ليكون ذكرُ الله عونًا لهما عليه ، وقوّة لهما وسلطانًا كاسرًا له ، كما جاء في الحديث : " إن عبدي كل عبدي للذي{[19367]} يذكرني وهو مُنَاجِز قِرْنه " . {[19368]}


[19367]:في أ: "الذي".
[19368]:رواه الترمذي في السنن برقم (3580) من حديث عمارة بن زعكرة رضي الله عنه. وقال الترمذي "هذا حديث غريب ولا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوى".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

{ اذهب أنت وأخوك بآياتي } بمعجزاتي . { ولا تنيا } ولا تفترا ولا تقصرا ، وقرئ " تنيا " بكسر التاء " في ذكري " لا تنسياني حيثما تقلبتما . وقيل في تبليغ ذكري والدعاء إليّ .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

أمر الله تعالى موسى وهارون في هذه الآية بالنفوذ إلى دعوة فرعون وخاطب موسى وحده تشريفاً له ويحتمل أن هارون أوحي إليه مع ملك أن ينفذ ، و { بآياتي } معناه بعلاماتي التي أعطيتكموها من معجزة وآية ووحي وأمر ونهي كالتوراة ، و { تنيا } معناه تضعفا وتبطياً ، تقول : وَنَا فلان في أمر كذا إذا تباطأ فيه عن ضعف ومنه قول الشاعر : [ المضارع ]

فما أنا بالواني . . . ولا الضرع الغمر{[8110]}

والونى الكلال والفتور والفشل في البهائم والإنس ، وفي مصحف ابن مسعود «ولا تهنا في ذكري » معناه ولا تلينا من قولك هين لين .


[8110]:هذا عجز بيت، والبيت بتمامه في اللسان (ضرع)، وهو غير منسوب، قال: الضرع هو الغمر الضعيف من الرجال، وقال الشاعر: أناة وحلما وانتظارا بهم إذا فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر ورجل ضارع: بين الضروع والضراعة: ناحل ضعيف". والغمر: الذي لم يجرب الأمور ولا خبرة له بجرب ولا أمر ولم تحنكه التجارب. والشاهد في البيت هو أن الواني بمعنى الضعيف المتباطئ في الأمر بسبب ضعفه وعجزه.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي} (42)

رجوع إلى المقصد بعد المحاورة ، فالجملة بيان لجملة : { اذهب إلى فرعون إنه طغى } ، أو هي استئناف بياني لأن قوله : { واصطنعتُك لنفسي } [ طه : 41 ] يؤذن بأنه اختاره وأعدّه لأمر عظيم ، لأنّ الحكيم لا يتّخذ شيئاً لنفسه إلاّ مريداً جعلَه مظهراً لحكمته ، فيترقب المخاطب تعيينها ، وقد أمره هنا بالذهاب إلى فرعون وأن يذهب أخوه معه . ومعنى ذلك أنه يبلّغ أخاه أن الله أمره بمرافقته ، لأنّ هارون لم يكن حاضراً حين كلّم الله موسى في البقعة المباركة من الشجرة . ولأنه لم يكن الوقت وقت الشروع في الذهاب إلى فرعون ، فتعيّن أن الأمر لطلب حصول الذهاب المستقبل عند الوصول إلى مصر بلد فرعون وعند لقائه أخاه هارون وإبلاغه أمر الله إياه ، فقرينة عدم إرادة الفور هنا قائمة .

والباء للمصاحبة لقصد تطمين موسى بأنّه سيكون مصاحباً لآيات الله ، أي الدلائل التي تدلّ على صدقه لدى فرعون .

ومعنى { ولاَ تَنِيَا } لا تضعُفا . يقال : ونَى ينِي ونَىً ، أي ضعف في العمل ، أي لا تنِ أنت وأبلغ هارون أن لا يني ، فصيغة النهي مستعملة في حقيقتها ومجازها .