تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

وقوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية . وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغير واحد .

وعن مجاهد : أما الأولى - وهي قوله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } - فكقوله جلت عظمته : { يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ } [ المزمل : 14 ] ، والثانية - وهي الرادفة - فهي كقوله : { وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] .

وقد قال الإمام أحمد حدثنا وَكِيع ، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " . فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذًا يكفيك الله ما أهَمَّك من دنياك وآخرتك " .

وقد رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث سفيان الثوري ، بإسناده مثله{[29681]} ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال : " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " .


[29681]:- (1) المسند (5/136)، وسنن الترمذي برقم (2457)، وتفسير الطبري (30/21).

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

تتبعها الرادفة التابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنشر أو النفخة الثانية والجملة في موقع الحال .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ "يقول تعالى ذكره: يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالجِبَالُ للنفخة الأولى.

"تَتْبَعُها الرّادِفَةُ" تتبعها أخرى بعدها، وهي النفخة الثانية التي رَدِفَتِ الأولى، لبعث يوم القيامة... عن الحسن، قوله: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ" قال: هما النفختان: أما الأولى فتَميت الأحياء، وأما الثانية فتُحيي الموتى ثم تلا الحسن: "ونُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ"...

وقال آخرون... عن مجاهد، في قول الله: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ" قال: ترجف الأرض والجبال، وهي الزلزلة.

وقوله: "الرّادِفَةُ" قال: هو قوله: "إذَا السّماءُ انْشَقّتْ" "فدُكتا دَكةً واحدة".

وقال آخرون: ترجف الأرض، والرادفة: الساعة...

واختلف أهل العربية في موضع جواب قوله: "والنّازِعات غَرْقا" فقال بعضُ نحويّي البصرة: قوله "والنّازِعاتِ غَرْقا": قسم والله أعلم على "إنّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى" وإن شئت جعلتها على "يَوْم تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ" وهو كما قال الله وشاء أن يكون في كل هذا، وفي كلّ الأمور.

وقال بعض نحويّي الكُوفة: جواب القسم في النازعات: ما تُرِك، لمعرفة السامعين بالمعنى، كأنه لو ظهر كان لَتُبْعَثُنّ ولتحاسبنّ قال: ويدل على ذلك "أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً" ألا ترى أنه كالجواب لقوله: لَتُبْعَثُنّ إذ قال: أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً...

والصواب من القول في ذلك عندنا: أن جواب القسم في هذا الموضع، مما استغني عنه بدلالة الكلام، فتُرك ذكره.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي الواقعة التي تردف الأولى، وهي النفخة الثانية. ويجوز أن تكون الرادفة من قوله تعالى: {قُلْ عسى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الذى تَسْتَعْجِلُونَ} [النمل: 72]، أي القيامة التي يستعجلها الكفرة استبعاداً لها، وهي رادفة لهم لاقترابها. وقيل (الراجفة) الأرض والجبال، من قوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال} [المزمل: 14] والرادفة: السماء والكواكب؛ لأنها تنشق وتنتثر كواكبها على أثر ذلك. فإن قلت: ما محل تتبعها؟ قلت: الحال، أي: ترجف تابعتها الرادفة. فإن قلت: كيف جعلت {يَوْمَ تَرْجُفُ} ظرفاً للمضمر الذي هو لتبعثن، ولا يبعثون عند النفخة الأولى؟ قلت: المعنى لتبعثنّ في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع، وهو وقت النفخة الأخرى ....

....