تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ} (43)

ثم قال تعالى : { وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } أي : وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه .

قال{[22593]} الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثني ابن لَهِيعة ، عن أبي قَبِيل{[22594]} ، عن عمرو بن العاص ، رضي الله عنه ، قال : عَقَلْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل{[22595]} .

وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص - رضي الله عنه - حيث يقول [ الله ]{[22596]} تعالى :

{ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } .

وقال{[22597]} ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن سنان ، عن عمرو بن مرة قال : ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني ، لأني سمعت الله تعالى يقول : { وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ } .


[22593]:- في ت : "روى".
[22594]:- في ت : "بإسناده".
[22595]:- المسند (4/203) وقال الهيثمي في المجمع (8/264) "إسناده حسن".
[22596]:- زيادة من ت ، وفي ف : "تبارك و".
[22597]:- في ت : "رواه".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ} (43)

وقوله : وَتِلكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها للنّاسِ يقول تعالى ذكره : وهذه الأمثال ، وهي الأشباه والنظائر نضربها للناس يقول : نمثلها ونشبهها ونحتجّ بها للناس ، كما قال الأعشى :

هَلْ تَذْكُرَ العَهْدَ مِنْ تَنَمّصَ إذْ *** تَضْرِبُ لي قاعِدا بِها مَثَلا

وَما يَعْقلُها إلاّ العالِمُونَ يقول تعالى ذكره : وما يعقل أنه أصيب بهذه الأمثال التي نضربها للناس منهم الصواب والحقّ فيما ضربت له مثلاً إلاّ العالمون بالله وآياته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ} (43)

وقوله { وتلك الأمثال } إشارة إلى هذا المثل ونحوه ، و { نضربها } مأخوذ من الضرب أي النوع كما تقول هذان من ضرب واحد وهذا ضريب هذا أي قرينه وشبهه ، فكأنه ضرب المثل هو أن يجعل للأمر الممثل ضريب ، وباقي الآية بين . وقرأت فرقة «يدعون » بالياء من تحت ، وقرأت فرقة «تدعون » بالتاء على المخاطبة ، وقال جابر : قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إلا العالون } : «العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته وانتهى عن معصيته » .