قوله : { وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ } يجوز أن يكون{[41515]} «نضربها » خبر «تلك الأمثال » و «الأمثال » نعت أو بدل ، أو عطف بيان ، وأن يكون «الأمثال » خبراً ، و «نضربها » حال ، وأن يكون خبراً ثانياً{[41516]} .
وتلك الأمثال : الأشباه ، والمَثَل : كلام سائغ{[41517]} يتضمن تشبيه الآخر بالأول ، يريد أمثال القرآن التي شبه بها أحوال الكفار{[41518]} هذه الأمة بأحوال كفار الأمم المتقدمة «نضربها » تَنْبِيهاً للناس ، قال مقاتل{[41519]} : لكفار مكة { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العالمون } أي ما يعقل الأمْثَالَ إلا العلماءُ الذين يعقلون عن الله . روى جابر{[41520]} أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون } قال : «العالم{[41521]} من عقل عن الله فعمل بطاعته ، واجتنب سَخَطَهُ » .
روي أن الكفار قالوا : كيف يضرب خالقُ الأرض والسموات الأمثال بالهوامُ والحشرات كالبعوض والذباب والعنكبوت ، فقيل : الأمثال نضربها للناس إذْ لم يَكونوا كالأنعام يحصل لكم منه إدراك ما يوجب نُفْرَتَكُمْ مما أنتم فيه لأن التشبيه يؤثر في النفس تأثيراً مثل تأثير الدليل{[41522]} ، فإذا قال الحكيم لمن يغتاب ( بالغيبة ){[41523]} كأنك تأكل لحم ميت لأنك{[41524]} وقعت في هذا الرجل الغائب وهو غائب لا يفهم ما تقول ولا يسمع حتى يجيبك كمن يقع في ميت يأكل كما ينفر{[41525]} إذا قال له : إنك توجب العقاب ويورث العتاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.