تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

وقوله : { يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } أي : ذاهبين هاربين ، { كَلا لا وَزَرَ . إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } [ القيامة : 11 ، 12 ] ، ولهذا قال : { مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } أي : ما لكم مانع يمنعكم من بأس الله وعذابه ، { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي : من أضله [ الله ] {[25506]} فلا هادي له غيره .


[25506]:- (4) زيادة من ت، س.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

وقوله : يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ فتأويله على التأويل الذي ذكرنا من الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَوْمَ يُوَلّونَ هارِبِينَ فِي الأرْضِ حِذَارَ عَذَابِ اللّهِ وَعِقَابِهِ عِنْدَ مُعايَنَتِهِمْ جَهَنّمَ .

وتأويله على التأويل الذي قاله قتادة في معنى يَوْمَ التّنادِ : يوم تولّون مُنْصَرِفِينَ عن موقف الحساب إلى جهنم . وبنحو ذلك رُوي الخبر عنه ، وعمن قال نحو مقالته في معنى يَوْمَ التّنادِ . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ : أي منطلقا بكم إلى النار .

وأولى القولين في ذلك بالصواب ، القول الذي رُوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحقّ ، وبه قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميع لقول الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحقّ ، وبه قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله يوم تولون مدبرين قال فارّين غير معجزين وقوله مالكم من الله من عاصم يقول مالكم من الله من مانع يمنعكم وناصر ينصركم وينحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ما لَكُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ : أي من ناصر .

وقوله : وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادِ يقول : ومن يخذله الله فلم يوفَقه لرشده ، فما له من موفّق يوفقه له .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

وقوله تعالى : { يوم تولون مدبرين } معناه : على بعض الأقاويل في التنادي تفرون هروباً من المفزع وعلى بعضها تفرون مدبرين إلى النار . والعاصم : المنجي .