الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

قوله : { يَوْمَ تُوَلُّونَ } : يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً من " يوم التَّناد " ، وأن يكونَ منصوباً بإضمارِ أعني . ولا يجوزُ أَنْ يُعْطَفَ عطفَ بيان لأنه نكرةٌ ، وما قبله معرفةٌ . وقد تقدَّم لك في قوله : { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ }

[ آل عمران : 97 ] أنَّ الزمخشريَّ جعله بياناً مع تخالُفِهما تعريفاً وتنكيراً ، وهو عكسُ ما نحن فيه ، فإن الذي نحن فيه الثاني نكرةٌ ، والأولُ معرفةٌ .

قوله : { مَا لَكُمْ مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } يجوزُ في " مِنْ عاصِمٍ " أَنْ يكونَ فاعلاً بالجارِّ لاعتمادِه على النفي ، وأَنْ يكون مبتدأ ، و " مِنْ " مزيدةٌ على كلا التقديرَيْن . و " من الله " متعلقٌ ب " عاصِم " .