تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

وقوله : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول ، صلوات الله وسلامه عليه ، بأنه بار راشد تابع للحق ، ليس بضال ، وهو : الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم ، والغاوي : هو العالم بالحق العادل عنه قصدًا إلى غيره ، فنزه الله [ سبحانه وتعالى ]{[27558]} رسوله وشَرْعَه عن مشابهة أهل{[27559]} الضلال كالنصارى وطرائق اليهود ، وعن{[27560]} علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه ، بل هو صلوات الله وسلامه عليه ، وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد ؛ ولهذا قال : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }


[27558]:- (1) زيادة من م.
[27559]:- (2) في م: "أصحاب".
[27560]:- (3) في م: "وهي".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

وقوله : ما ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى يقول تعالى ذكره : ما حاد صاحبكم أيها الناس عن الحقّ ولا زال عنه ، ولكنه على استقامة وسداد .

ويعني بقوله : وَما غَوَى : وما صار غويّا ، ولكنه رشيد سديد يقال : غَوَى يَغْوِي من الغيّ ، وهو غاوٍ ، وغَوِيَ يَغْوَى من اللبن : إذا بَشِم . وقوله : ما ضَلّ صَاحِبُكُمْ جواب قسم والنجم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ} (2)

والقسم واقع على قوله : { ما ضل صاحبكم وما غوى } والضلال أبداً يكون من غير قصد من الإنسان إليه . والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده ، نفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين ، و { غوى } : الرجل يغوي إذا سلك سبيل الفساد والعوج ، ونفى الله تعالى عن نبيه أن يكون ضل في هذه السبيل التي أسلكه الله إياها ، وأثبت له تعالى في الضحى أنه قد كان قبل النبوءة ضالاً بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها{[10679]} .


[10679]:وذلك في قوله تعالى في سورة الضحى:{ووجدك ضالا فهدى}.