تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (15)

يخبر تعالى بغنائه عما سواه ، وبافتقار المخلوقات كلها إليه ، وتذللها بين يديه ، فقال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ } أي : هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات ، وهو الغني عنهم بالذات ؛ ولهذا قال : { وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي : هو المنفرد{[24505]} بالغنى وحده لا شريك له ، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ، ويقدره ويشرعه .


[24505]:- في ت، س : "المتفرد".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { يَأَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ } .

يقول تعالى ذكره : يا أيها الناس أنتم أولو الحاجة والفقر إلى ربكم ، فإياه فاعبدوا ، وفي رضاه فسارعوا ، يغنكم من فقركم ، وتُنْجح لديه حوائجكم وَاللّهُ هُوَ الغَنِيّ عن عبادتكم إياه ، وعن خدمتكم ، وعن غير ذلك من الأشياء ، منكم ومن غيركم ، الحَمِيدُ يعني : المحمود على نِعَمه ، فإن كلّ نعمة بكم وبغيركم فمنه ، فله الحمد والشكر بكلّ حال .