فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (15)

ثم ذكر سبحانه افتقار خلقه إليه ومزيد حاجتهم إلى فضله فقال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء }

المحتاجون { إِلَى اللهِ } في جميع أمور الدين والدنيا فهم الفقراء إليه على الإطلاق في أنفسهم وفيما يعرض لهم من سائر الأمور وتعريف الفقراء للمبالغة في فقرهم ، كأنهم لشدة افتقارهم وكثرة احتياجهم هم الفقراء ، وأن افتقار سائر الخلائق بالإضافة إلى فقرهم غير معتد به ولذلك قال : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) ، ولم يسمهم بالفقراء للتحقير بل للتعريض على الاستغناء ، ولهذا وصف نفسه بالغنى الذي هو مطمع الأغنياء فقال :

{ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ } على الإطلاق { الْحَمِيدُ } المستحق للحمد من عباده بإحسانه إليهم .