الآية 15 وقوله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد } فيه وجوه من الدلالة :
أحدها : أنه إنما أمركم ، ونهاكم ، وامتحنكم بأنواع المحن لحاجتكم وفقركم إليه لا لحاجة وفقر له في ذلك . فإن ائتمرتموه ، وأطعتموه ، فإلى أنفسكم ترجع منفعة ذلك ، وإن عصيتم فعلى أنفسكم يلحق ضرر ذلك كقوله : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها } [ الإسراء : 7 ] .
والثاني : يقول : تعلمون أن فقركم وحاجتكم إلى الله لا إلى الأصنام التي تعبدونها ، واتخذتموها آلهة ، فكيف صرفتم العبادة والشكر إلى من تعلمون أنكم [ لا ]{[17233]} تحتاجون إليه ، ولا تفتقرون ؟
والثالث : يأمرهم بقطع أطماعهم من الخلق لأنه خاطب الكل ، وأخبرهم{[17234]} أنكم جميعا فقراء إلى الله الطامع والمطموع فيه ، فاقطعوا طمعكم ورجاءكم عن الخلق ، واطمعوا ذلك من الله فإنه { هو الغنيّ الحميد } والخلق جميعا فقراء إليه ، يؤيسهم من الطمع والرجاء من الخلق ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.