غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (15)

/1

ثم بين أن نفع العبادة إنما يعود على المكلفين فقال { يأيها الناس أنتم الفقراء } ومعنى تعريف الخبر القصد إلى أنهم جنس الفقراء مبالغة ، وذلك أن افتقار الإنسان إلى الله عاجلاً لأمور المعاش وآجلاً لنعيم الآخرة أبين من افتقار سائر المخلوقين إليه . وقيل : إن كون الناس فقراء أمر ظاهر لا يخفى على أحد فلهذا عرف كقول القائل : الله ربنا ومحمد نبينا . ثم بين أن فقرهم ليس إلا إلى الله فقابل الفقراء بقوله { والله هو الغنيّ } وقابل قوله { إلى الله } بقوله { الحميد } لأنه إذا أنعم عليهم استحق الحمد منهم .

/خ1