بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (15)

ثم قال عز وجل : { يا أيها الناس أَنتُمُ الفقراء إِلَى الله } يعني : أنتم محتاجون إلى ما عنده . ويقال : { أَنتُمُ الفقراء إِلَى الله } في رزقه ومغفرته { والله هُوَ الغني الحميد } عن عبادتكم { الحميد } في فعله وسلطانه . وهذا كما قال في آية أخرى : { هَا أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ في سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ والله الغنى وَأَنتُمُ الفقراء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أمثالكم } [ محمد : 38 ] لأن كل واحد يحتاج إليه . لأن أحداً لا يقدر أن يصلح أمره إلا بالأعوان ، والأمير ما لم يكن له خدم وأعوان ، لا يقدر على الإمارة . وكذلك التاجر يحتاج إلى المكارين ، والله عز وجل غني عن الأعوانِ وغيره .