تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{بَلۡ قُلُوبُهُمۡ فِي غَمۡرَةٖ مِّنۡ هَٰذَا وَلَهُمۡ أَعۡمَٰلٞ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمۡ لَهَا عَٰمِلُونَ} (63)

ثم قال منكرًا على الكفار والمشركين من قريش : { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ } أي : غفلة وضلالة { مِنْ هَذَا } أي : القرآن الذي أنزله [ الله تعالى ]{[20586]} على رسوله صلى الله عليه وسلم .

وقوله : { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } : قال الحكم{[20587]} بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ } أي : سيئة من دون ذلك ، يعني : الشرك ، { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } قال : لا بد أن يعملوها . كذا روي عن مجاهد ، والحسن ، وغير واحد .

وقال آخرون : { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } أي : قد كتب عليهم أعمال سيئة لا بد أن يعملوها قبل موتهم لا محالة ، لتحق عليهم كلمة العذاب . ورُوِي نَحو هذا عن مقاتل بن حيَّان والسُّدِّيّ ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم . وهو ظاهر قوي حسن . وقد قدمنا في حديث ابن مسعود : " فوالذي لا إله غيره ، إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخلها " .


[20586]:- زيادة من أ.
[20587]:- في أ : "الحكيم".