الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ قُلُوبُهُمۡ فِي غَمۡرَةٖ مِّنۡ هَٰذَا وَلَهُمۡ أَعۡمَٰلٞ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمۡ لَهَا عَٰمِلُونَ} (63)

ثم قال تعالى : { بل قلوبهم في غمرة من هذا }[ 64 ] .

أي في عماية من هذا القرآن .

وقيل : المعنى : بل قلوبهم في غطاء عن المعرفة بأن الذي نمدهم به من مال وبنين ، إنما هو استدراج لهم .

وقال قتادة{[47524]} : المعنى ، بل قلوبهم في غمرة من وصف أهل البر ببرهم ، وهو ما تقدم{[47525]} من صفة المؤمنين .

والغمرة ، الغطاء والغفلة{[47526]} .

ثم قال تعالى : { ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون }[ 64 ] .

أي : ولهؤلاء الكفار أعمال من المعاصي والكفر من دون أعمال أهل الإيمان بالله ، قاله قتادة .

قال مجاهد{[47527]} : ( من دون ذلك ) من دون الحق .

وقال الحسن{[47528]} : معناه{[47529]} : ولهم أعمال لم يعملوها ، سيعملونها يعني الكفار .

وقيل : معناه ، لهؤلاء الكفار أعمال سبقت في اللوح المحفوظ أنهم سيعملونها وسيعلمونها .

وقال مجاهد{[47530]} : لم يعملوها وسيعملونها .


[47524]:انظر: تفسير القرطبي 12/134، والدر المنثور 5/12.
[47525]:ز: متقدم.
[47526]:انظر: تفسير الغريب لابن قتيبة: 298.
[47527]:انظر: جامع البيان 18/36، وزاد المسير ابن جرير 5/481.
[47528]:انظر: جامع البيان 18/36.
[47529]:ع: معنى. والتصويب من ز.
[47530]:انظر: جامع البيان 18/36-37.