لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا} (54)

قوله عز وجل { واذكر في الكتاب إسماعيل } هو إسماعيل بن إبراهيم وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم { إنه كان صادق الوعد } قيل إنه لم يعد شيئاً إلا وفى به وقيل إنه وعد رجلاً أن يقوم مكانه حتى يرجع الرجل فوقف إسماعيل مكانه ثلاثة أيام للميعاد ، حتى رجع إليه الرجل وقيل إنه وعد نفسه الصبر على الذبح فوفى به ، فوصفه الله بهذا الخلق الحسن الشريف ، سئل الشعبي عن الرجل يعد ميعاداً إلى أي وقت ينتظر فقال إن وعده نهاراً فكل النهار وإن وعده ليلاً فكل الليل ، وسئل بعضهم عن مثل ذلك فقال إن وعده في وقت صلاة ينتظر إلى وقت صلاة أخرى { وكان رسولاً } إلى جرهم ، وهم قبيلة من عرب اليمن نزلوا على هاجر أم إسماعيل بوادي مكة حين خلفهم إبراهيم ، وجرهم هو جرهم بن قحطان بن عابر بن شالخ وقحطان أبو قبائل اليمن { نبياً } أي مخبراً عن الله تعالى .