اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا} (54)

قوله تعالى : { واذكر فِي الكتاب إِسْمَاعِيلَ } .

وهو إسماعيلُ بن إبراهيم جدِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوعد } .

قال مجاهدٌ{[21659]} لم يعد شيئاً إلاَّ وفَّى به .

ورُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ أنه [ واعد ]{[21660]} صاحباً له أن ينتظره في مكانٍ ، فانتظره سنة{[21661]} . وأيضاً : وعد من نفسه الصَّبْرَ على الذَّبْح ، فوفَّى حيث قال : { ستجدني إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين } [ الصافات : 102 ] ويُروى أنَّ عيسى -صلوات الله عليه- قال له رجلٌ : انتظرني ؛ حتى آتيك ، فقال عيسى : نعم ، وانطلق الرجلُ ، ونَسِيَ الميعاد ، فجاء إلى حاجته إلى ذلك المكان ، وعيسى -صلوات الله عليه- هناك للميعاد .

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ واعد رجُلاً ، و [ ونَسِيَ ذلك الرَّجلُ ]{[21662]} ، فانتظره من الضُّحى إلى قريبٍ [ مِنْ ] غروب الشمس ، وسُئِلَ الشعبيُّ عن الرجل يعدُ ميعاداً : إلى أيِّ وقتٍ ينتظر ؟ قال : إن واعدهُ نهاراً ، فكُلَّ النَّهارِ ، وإن واعدهُ ليلاً ، فكُلَّ اللَّيْلِ .

وسُئِلَ إبراهيمُ بنُ زيدٍ عن ذلك ، فقال : إذا وعدتهُ في وقتِ الصَّلاةِ ، فانتظرهُ إلى وقت صلاةِ أخرى ، ثم قال : { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } وقد مرَّ تفسيرهُ ،


[21659]:ينظر: معالم التنزيل 3/199.
[21660]:في أ: وعد.
[21661]:أخرجه الطبري (8/352) عن سهل بن سعد.
[21662]:سقط من ب.