الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا} (54)

أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال : كان إسماعيل نبي الله الذي سماه صادق الوعد ، وكان رجلاً فيه حدة مجاهداً أعداء الله ، ويعطيه الله النصر عليهم ، والظفر ، وكان شديد الحرب على الكفار ، لا يخاف في الله لومة لائم ، صغير الرأس ، غليظ العنق ، طويل اليدين والرجلين ، يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم ، صغير العينين ، طويل الأنف ، عريض الكتف ، طويل الأصابع ، بارز الخلق ، قوي شديد عنيف على الكفار ، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ، وكانت زكاته القربات إلى الله من أموالهم ، وكان لا يعد أحداً شيئاً إلا أنجزه ، فسماه الله { صادق الوعد } .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { إنه كان صادق الوعد } قال : لم يعد ربه عدة قط إلا أنفذها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سفيان الثوري قال : بلغني أن إسماعيل وصاحباً له أتيا قرية ، فقال له صاحبه : إما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاماً زادنا ، وإما أن أدخل فاكفيك ذلك ، فقال له إسماعيل : بل ادخل أنت وأنا أجلس أنتظرك ، فدخل ثم نسي فخرج ، فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم ، فمر به الرجل ، فقال له : أنت ههنا حتى الساعة ؟ قال : قلت لك لا أبرح حتى تجيء ، فقال تعالى : { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد } .

وأخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد قال : أن إسماعيل عليه السلام وعد رجلاً أن يأتيه ، فجاء ونسي الرجل ، فظل به إسماعيل ، وبات حتى جاء الرجل من الغد ، فقال : ما برحت من ههنا ؟ قال : لا ، قال : إني نسيت ، قال : لم أكن لأبرح حتى تأتيني . ولذلك { كان صادق الوعد } .

وأخرج مسلم عن واثلة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة » .

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا سيد الخلائق يوم القيامة في اثني عشر نبياً منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب » .

وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتاباً واحداً - مثل بسم الله الرحمن الرحيم - الوصول - حتى فرق بينه ولده إسماعيل .

وأخرج ابن سعد ، عن عقبة بن بشير ، أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية ؟ قال : إسماعيل بن إبراهيم ، وهو ابن ثلاثة عشرة سنة . قلت : فما كان كلام الناس قبل ذلك ؟ قال العبرانية .

وأخرج ابن سعد ، عن الواقدي ، عن غير واحد من أهل العلم ، أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب ، وولد إبراهيم أجمعون على لسان إبراهيم .

وأخرج ابن سعد ، عن علي بن رباح اللخمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل العرب من ولد إسماعيل » .

وأخرج ابن سعد ، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : قبر أم إسماعيل تحت الميزاب ، بين الركن والبيت .