لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ} (120)

{ فوسوس إليه الشيطان } أي أنهى إليه الوسوسة فأسر إليه ثم بين تلك الوسوسة ما هي فقال { قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد } أي على الشجرة التي إن أكلت منها بقيت مخلداً { وملك لا يبلى } أي لا يبيد ولا يفنى رغبة في دوام الراحة ، فكان الشيء الذي رغب الله فيه آدم رغبة إبليس فيه ، إلا أن الله تعالى وقف ذلك على الاحتراز عن تلك الشجرة وإبليس وقفه على الإقدام عليها وآدم مع كمال علمه بأن الله تعالى هو خالقه وربه ومولاه وناصره ، وإبليس هو عدوه أعرض عن قول الله تعالى ولم يرد المخالفة ومن تأمل هذا السر عرف أنه لا دفع لقضاء الله ولا مانع منه .