فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَوَسۡوَسَ إِلَيۡهِ ٱلشَّيۡطَٰنُ قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكٖ لَّا يَبۡلَىٰ} (120)

{ فوسوس إليه الشيطان } قد تقدم تفسيره وما بعده في الأعراف في قوله : { فوسوس لهما الشيطان } أي ألقى إليه وسوسته ، وأما وسوس له فمعناه وسوس لأجله وقال أبو البقاء : عدي بإلى لأنه بمعنى أسر ، وعدي باللام في موضع آخر لكونه بمعنى ذكر له ويكون بمعنى لأجله .

{ قال يا آدم } بيان لصورة الوسوسة { هل أدلك على شجرة الخلد } هي الشجرة التي من أكل منها لم يمت أصلا وبقي مخلدا .

أخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، وهي شجرة الخلد ) {[1192]} .

{ وملك لا يبلى } أي تصرف يدوم ولا يزول ولا ينقضي ولا يبيد ولا يفنى وهو لازم الخلود .


[1192]:أحمد ابن حنبل 2/257-404-418-438-452-455-3/ 110-135-164-185-207-234-مسلم2826.