لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ} (123)

{ قال اهبطا منه جميعاً } قيل الخطاب لآدم ومعه ذريته ولإبليس ومعه ذريته فصح قوله اهبطا لاشتمال كل واحد من الجنسين على الكثرة ، وقيل الخطاب لآدم وحواء لأنهما أصل البشر فجعلا كأنهما البشر فخوطبا بلفظ الجمع { بعضكم لبعض عدو } وقيل في تقوية هذا الظاهر حقه أن يكون إبليس والشياطين أعداء الناس ، ويحتمل أن يكون بعض الفريقين لبعض عدواً { فأما يأتينكم مني هدى } أي كتاب ورسول { فمن اتبع هدايَ } أي الكتاب والرسول { فلا يضل ولا يشقى } قال ابن عباس : من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء الحساب وذلك لأن الله تعالى يقول فمن اتبع هداي فلا يضل أي في الدنيا ولا يشقى أي في الآخرة .