لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا} (115)

قوله عزّ وجلّ { ولقد عهدنا إلى آدم } يعني أمرنا وأوحينا إليه أن لا يأكل من الشجرة { من قبل } أي من هؤلاء الذين نقضوا عهدي وتركوا الإيمان بي وهم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله تعالى { لعلهم يتقون } { فنسي } أي فترك ما عهدنا إليه من الاحتراز عن أكل هذه الشجرة وأكل منها ، وقيل أراد النسيان الذي هو ضد الذكر { ولم نجد له عزماً } أي صبراً عما نهي عنه وحفظاً لما أمر به ، وقيل معناه لم نجد له رأياً معزوماً حيث أطاع عدوه إبليس الذي حسده وأبى أن يسجد له ، وقيل معناه لم نجد له عزماً على المقام على المعصية فيكون إلى المدح أقرب .