{ فوسوس } أي فتعقب تحذيرنا هذا من غير بعد في الزمان أن وسوس { إليه الشيطان } المحترق المطرود ، وهو إبليس ، أي ألقى على وجه الخفاء بما مكناه من الجري في{[50119]} هذا النوع مجرى الدم ، وقذف المعاني في قلبه ، وكأنه{[50120]} عبر ب " إلى " ، لأن المقام لبيان سرعة{[50121]} قبول هذا النوع للنقائص وإن أتته من بعد ، أو لأنه ما أنهى إليه ذلك إلا بواسطة زوجه ، لذلك عدى الفعل عند ذكرهما باللام ، وكأنه قيل : ما دس إليه ؟ فقيل : { قال يا آدم } ثم ساق له الغش مساق العرض ، إبعاداً لنفسه من التهمة {[50122]}والغرض{[50123]} ؛ وشوقه إليه أولاً بقوله : { هل أدلك } فإن النفس شديدة الطلب لعلم ما تجهله ؛ وثانياً بقوله : { على شجرة الخلد } {[50124]}أي التي من أكل منها خلد{[50125]} ، فإن الإنسان أحب شيء في طول البقاء ؛ وثالثاً بقوله : { وملك لا يبلى* } أي لا يخلق أصلاً ، فكأنه قال له بلسان الحال أو القال{[50126]} : نعم ، فقال : شجرة الخلد هذه - مشيراً إلى التي نهي عنها - ما بينك وبين الملك الدائم إلا أن تأكل منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.