لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا} (3)

وينصرك الله نصراً عزيزاً } يعني غالباً ذا عز ومنعة وظهور على الأعداء وقد ظهر النصر بهذا الفتح المبين وحصل الأمن بحمد الله تعالى .

فإن قلت : وصف الله تعالى النصر بكونه عزيزاً والعزيز هو المنصور صاحب النصر فما معناه ؟ .

قلت : معناه ذا عزة كقوله{ عيشة راضية }[ القارعة : 7 ] أي ذات رضا . وقيل : وصف النصر بما يوصف به المنصور إسناداً مجازياً . يقال : هذا كلام صادق كما يقال متكلم صادق . وقيل : معناه نصراً عزيزاً صاحبه فحذف المضاف إيجازاً واختصاراً وقيل إنما يحتاج إلى هذه التقديرات إذا كانت العزة من الغلبة . والعزيز : الغالب .

أما إذا قلنا إن العزيز هو النفيس القليل أو العديم النظير ، فلا يحتاج إلى هذه التقديرات ، لأن النصر الذي هو من الله تعالى عزيز في نفسه لكونه من الله تعالى فصحَّ وصف كونه نصراً عزيزاً .