البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا} (3)

{ نصراً عزيزاً } ، أي بالظفر والتمكن من الأعداء بالغنيمة والأسر والقتل نصراً فيه عز ومنعة .

وأسندت العزة إليه مجازاً ، والعزيز حقيقة هو المنصور صلى الله عليه وسلم .

وأعيد لفظ الله في : { وينصرك ألله نصراً } ، لما بعد عن ما عطف عليه ، إذ في الجملتين قبله ضمير يعود على الله ، وليكون المبدأ مسنداً إلى الاسم الظاهر والمنتهى كذلك .

ولما كان الغفران وإتمام النعمة والهداية والنصر يشترك في إطلاقها الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره بقوله تعالى : { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقوله : { إنهم لهم المنصورون } وكان الفتح لم يبق لأحد إلا للرسول صلى الله عليه وسلم ، أسنده تعالى إلى نون العظمة تفخيماً لشأنه ، وأسند تلك الأشياء الأربعة إلى الاسم الظاهر ، واشتركت الخمسة في الخطاب له صلى الله عليه وسلم ، تأنيساً له وتعظيماً لشأنه .

ولم يأت بالاسم الظاهر ، لأن في الإقبال على المخاطب ما لا يكون في الاسم الظاهر .