قوله : { لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } : متعلقٌ بفَتَحْنا ، وهي لامُ العلةِ . وقال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : كيف جُعِل فتحُ مكةَ علةً للمغفرة ؟ قلت : لم يُجْعَلْ علةً للمغفرةِ ، ولكن لِما عَدَّد من الأمور الأربعة وهي : المغفرةُ ، وإتمامُ النعمةِ ، وهدايةُ الصراطِ المستقيمِ ، والنصرُ العزيزُ ؛ كأنه قال : يَسَّرْنا لك فتح مكة ونَصَرْناك على عدوِّك ؛ لنجمعَ لك بين عِزِّ الدارَيْن وأغراضِ العاجلِ والآجل . ويجوزُ أَنْ يكونَ فَتْحُ مكةَ من حيث إنَّه جهادٌ للعدو سبباً للغفران والثواب " . وهذا الذي قاله مخالِفٌ لظاهرِ الآية ؛ فإنَّ اللامَ داخلةٌ على المغفرة ، فتكونُ المغفرةُ علةً للفتح ، والفتحُ مُعَلَّلٌ بها ، فكان ينبغي أَنْ يقولَ : كيف جُعِل فتحُ مكةَ مُعَلَّلاً بالمغفرةِ ؟ ثم يقول : لم يُجْعَلْ مُعَلَّلاً . وقال ابنُ عطية : " المرادُ هنا أنَّ اللَّهَ تعالى فَتَح لك لكي يجعلَ الفتح علامةً لغفرانه لك ، فكأنها لامُ صيرورة " وهذا كلامٌ ماشٍ على الظاهر . وقال بعضُهم : إنَّ هذه اللامُ لامُ القسمِ والأصلُ : لَيَغْفِرَنَّ فكُسِرَتْ اللامُ تشبيهاً ب لام كي ، وحُذِفَتْ النونُ . ورُدَّ هذا : بأنَّ اللامَ لا تُكْسَرُ . وبأنَّها لا تَنْصِبُ المضارعَ . وقد يقال : إنَّ هذا ليس بنصبٍ ، وإنما هو بقاءُ الفتحِ الذي كان قبل نونِ التوكيد ، بقي ليدُلَّ عليها ، ولكنه قولٌ مردودٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.