صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ} (5)

{ رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق } فإن وجودها وبقاءها على هذا النمط البديع من أظهر الأدلة على وحدانيته تعالى . والرب : المالك . والمشارق : مشارق الشمس ؛ إذ أنها في كل يوم تشرق من المشرق ، وتغرب في مغرب . وأكتفي بذكرها عن المغارب لاستلزامها إياها ، ولأن الشروق أدل على القدرة وأبلغ في النعمة . وقيل : مشارق الكواكب وهي متعددة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ} (5)

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } { ربُّ } ، خبر بعد خبر أي خبر ثان . أو بدل من قوله : { لواحد } أو خبر لمبتدأ محذوف ؛ أي هو رب . والمعنى : أن الله وحده لا شريك له وهو مالك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من خلائق وكائنات وأجرام .

قوله : { وَرَبُّ الْمَشَارِقِ } والمراد بالمشارق : مطالع الشمس ، وهي ثلاثمائة وستون مشرقا ، وذلك بعدد أيام السنة . وكذلك المغارب ؛ وبذلك تشرق الشمس كل يوم في مشرق ، وكذلك تغرب كل يوم في مغرب . فلا تطلع الشمس من مشرق واحد يومين ولا تغرب من مغرب واحد يومين . وأما { ربُّ المشرقي وربُّ والمغربين } فإنه أراد مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما . وأما { رب المشرق والمغرب } فإنه أراد به الجهة ؛ فالمشرق جهة ؛ والمغرب جهة .