ثم يبتدىء { ربّ السماوات والأرض } على معنى هو ربّ السماوات والأرض . قال النحاس : ويجوز أن يكون بدلاً من { لواحد } . والمعنى في الآية : أن وجود هذه المخلوقات على هذا الشكل البديع من أوضح الدلائل على وجود الصانع وقدرته ، وأنه ربّ ذلك كله ، أي : خالقه ، ومالكه . والمراد بما بينهما : ما بين السماوات والأرض من المخلوقات . والمراد ب{ المشارق } مشارق الشمس . قيل : إن الله سبحانه خلق للشمس كل يوم مشرقاً ، ومغرباً بعدد أيام السنة ، تطلع كل يوم من واحد منها ، وتغرب من واحد ، كذا قال ابن الأنباري ، وابن عبد البرّ . وأما قوله في سورة الرحمن : { رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين } [ الرحمن : 17 ] فالمراد بالمشرقين : أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال ، وأقصر يوم في الأيام القصار ، وكذلك في المغربين . وأما ذكر المشرق والمغرب بالإفراد ، فالمراد به : الجهة التي تشرق منها الشمس ، والجهة التي تغرب منها ، ولعله قد تقدّم لنا في هذا كلام أوسع من هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.