صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ} (27)

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا } أي خلقنا عبثا مجردا عن الحكمة ؛ بل خلقناها خلقا مشتملا على الحكم الباهرة ، والمصالح الجمة ، والأسرار البالغة . وذلك أقوى دليل على عظم القدرة ، وأنه لا يتعاصاها أمر البعث والحساب . وعلى أنه تعالى لا يترك الناس سدى إذا ماتوا ؛ بل يعيدهم ويحاسبهم على ما قدموا وأخروا . { ذلك } أي خلقها باطلا{ ظن الذين كفروا } أي مظنونهم ؛ فإن جحودهم البعث والجزاء ذهاب منهم إلى أن خلقها عبث خال عن الحكمة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ} (27)

قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ } : ذلك إعلان من الله للناس يبين لهم فيه أنه لم يخلق السماء والأرض عبثا وما أنشأهما للهو أو لغير حكمة ربانية بالغة . حكمة مقدرة مسطورة من وراء الوجود كله ومن وراء الكائنات جميعا ؛ ليبين للعالمين أن السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من خلائق وأحياء لم يكن ذلك باطلا ، بل خلقهم الله ليعبدوه ويوحدوه ويفردوه في الإلهية والربوبية ثم يجمعهم يوم القيامة ليلاقوا الحساب ، فيجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته وعصيانه . وهذه حقيقة مقدورة كبرى منافية لما يظنه الكافرون الضالون الذين يحسبون أن المؤمن والجاحد سواء وأنهم جميعا صائرون إلى نتيجة واحدة وهي الموت ، الذي لا بعث بعده ولا حياة وهو قوله سبحانه : { ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ } أولئك سادرون في الضلال ، مكذبون بيوم الدين فلهم الويل وسوء المصير .