محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ} (27)

{ وما خلقنا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا } أي خلقا باطلا ، لا حكمة فيه . أو مبطلين عابثين ، كقوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين* ما خلقناهما إلا بالحق } وهو أن تقوم الناس بالقسط في المعتقدات والعبادات والمعاملات { ذلك ظن الذين كفروا } أي ، ولذا أنكروا البعث والجزاء على الأعمال . وأخذوا يصدون عن سبيل الله ويبغون في الأرض الفساد .

قال الزمخشريّ : ومن جحد الخالق فقد جحد الحكمة من أصلها . ومن جحد الحكمة في خلق العالم فقد سفه الخالق ، وظهر بذلك أنه لا يعرفه ولا يقدره حق قدره . فكان إقراره بكونه خالقا ، كلا إقرار .